
السعادة هي مطلب البشرية, جمعاء بمختلف, أعراقها وأديانها, والكل يبحث عنها, ويفني عمره, في سبيل تحقيقها.
وفي الزمن الماضي, كنت دائما أتساءل, ماهي السعادة, وكيف يتم تحقيقها, وماهي السبل إلى ذلك.
وهل النجاح نتيجة السعادة, أم السعادة نتيجة النجاح, وبعد ذلك عرفت, بأنه نقاش فلسفي, مثل البيضة والدجاجة, أيهما خلق أولا.
وكنت أبحث مثلكم, في الانترنت, عن الجواب الشافي, لتساؤلاتي الشرعية, ولم أجد حلا, يشفي غليلي, وأجد من خلاله, حلا يؤدي إلى السعادة.
بل وجدت مقالاتا, باللغة العربية العصماء, الجميلة المليئة, بنظريات علم النفس المعقدة, التي تزيدني بؤسا على بؤس.
ولا يفهمها, سوى الراسخين في العلم أو ذووا الشهادات العليا.
أو تجد مقالاتا ملائكية, تحس في حينك, بأن كتابها, لا يعيشون معنا, مليئة بالجمل المنمقة, وبالحلول الفلكية, الخيالية الغير قابلة, للتطبيق واقعيا.
لأنها استنتاجات كتب فقط, بدون تجربة, متناسين بأن العلم, دون تجربة, يصبح فارغا, من المعنى, لأنه سيتحول إلى جمل لا روح فيها.
و وجدت البعض, يضع لك لائحة, فيها شروطا, ويقول لك, إن طبقت هذه الشروط, ستحصل على السعادة, وفعلا ستحصل عليها آنيا, أو على الأصح لحظيا.
وحين تخرج, من تلك الشروط, ترجع حليمة لعادتها القديمة, أي سوف ترجع تدور,, في نفس حلقة البؤس, التي كنت فيها, وربما أكثر.
و أحسست بأن هناك سرا, لا يريدون أن نعرفه, لكي نظل نعيش, في دوامة اليأس والإحباط مما يعزز تخلفنا ويضمن حفاظنا على طابع الغباء الدولي.
وهنا تمنيت, أن يكون في الويب, موقعا ليس نخبوي, ويتكلم بإسمي, وأجد فيه ذاتي, و يوصل إلي الفكرة, بطريقة مبسطة.
ليس فيها عرضا, لثقافته العليا, على إنسان ممحون, يبحث عن حل, يخرجه من هذه المشكلة, دون زيادة أو نقصان.
لأن الشعور بالتعاسة, والانهزامية, هو المصدر الرئيسي, لكافة المشاكل الاجتماعية, والاقتصادية التي, نتخبط فيها.
أسباب انعدام السعادة
1-التفكير السلبي:
إن الله قد أنعم, علينا بنعمة العقل, الذي يميزنا, عن الحيوان, ومن خلاله, نتحمل مسؤولية, حياتنا التي يجب, أن نحياها, مثل ما طلب الله منا, لأن الله خلقنا, لكي نسعد, لا لنشقى, وربما تتساءل, كيف نسعد, نحن في موقع المتفائل, سنجيبك.
تسعد بحب الله, وعبادته وتسليم أمرك له, معتقدا اعتقادا, تاما و كاملا, بأن الله, أعلم بمصلحتك منك, و أحن عليك, من أمك, ويجب عليك الثبات, على هذا الاعتقاد, مهما كانت الظروف, منطلقا من مبدأ, السعادة لا تعني أنك, لن تبكي أو تحزن, السعادة إنك تملك الرضا, على كل أقدارك, و تعيشها حامدا, شاكرا مبتسما.
ومن خلال محافظتك, على شعائر الله, من وضوء وصلاة, سوف تتجدد دائما, فيك الطاقة الايجابية, التي تحميك ربانيا, من الطاقات السلبية.
والتفكير السلبي خطير, وخطير جدا, ربما يقلب حياتك, رأسا على عقب, بدون أن تشعر, لأنه لا يولد, إلا السلبيات والأفكار المحطمة, والمدمرة التي ستعيشك, في دوامة لا تدري, كيف تخرج نفسك, منها وتبعدك, بالتأكيد عن السعادة.
وحسب الدراسات الأخيرة, فإن التفكير السلبي, هو السبب الرئيسي, للمشاكل الاجتماعية و الاقتصادية.
ولذلك تجد أصحاب النفوذ, يدفعون آلاف الدولارات, من أجل دورات تدريبية, حول كيف تبتعد, عن التفكير السلبي.
مما حتم علينا, أن نشمر على ذراعنا, ونتحمل مسؤولياتنا, أمام الله أولا, و أمامكم ثانيا, و أسسنا لكم, موقع المتفائل, لكي يقدم لكم حلولا, حصرية ومجانية, لأن هدفنا, ليس الربح المادي, بل إخراجك, من المشكلة, لكي ترجع, تزاول حياتك, بكل نشاط وحيوية, وطرقا للتفكير الصحيح, يبعدكم, عن طريق الشيطان, كما يقولون.
لأننا تتفطر قولبنا, حينما نرى شبابا, يسيرون في طريق الإدمان, أو الإجرام لسبب, بسيط هو التركيز, على نصف الكوب الفارغ.
ولا ينقصهم الذكاء, بل ينقصهم التوجيه فقط.
أو ترى إنسانا محبطا, ويشتكى و هو مدمر, لسبب مشكلة ما, ويجلس مكتوف الأيدي, مما يغذي ويشجع, الدماغ على إنتاج الأفكار, التي سوف تؤدي, به إلى الجحيم.
و نحن نبين, لهؤلاء, بأن المشاكل, ليست النهاية, بل هي بداية الحل.
2- التفكير في المستقبل مبالغ فيه:
إن التفكير المبالغ فيه, في المستقبل, هو من أهم الأسباب, الداعية إلى الإدمان, وذلك لعدة أسباب, وسنذكر أحدها, وأهمها و هو, عدم القدرة, على الإجابة, على التساؤلات, التي تؤرقك, حول المشاكل, التي يمكن أن تقع, فيها مستقبلا, مما يزيدك, بؤسا وتعاسة.
وتركيزك على همومك, المستقبلية تفقدك القدرة, على السيطرة, على واقعك, مما لا شك فيه, سيفقدك الحيوية, والقدرة على إنجاز, واجباتك اليومية, مما يدخلك, في مرحلة, من العجز التام, عن القيام بشيء لفائدتك.
لأنك, قد أعطيت دماغك, ما يلتهي به, ولم يعد يفكر, في حلول مشاكل اليوم.
و لذلك اترك, مشاكل الغد, للغد, وفكر في مشاكل, اليوم فقط, ففيها ما يكفيك.
3-عدم الرضا عن الذات:
الإنسان لا بد له, أن يمتلك ثقة في نفسه, التي تولد طاقة إيجابية, تمكنه من مواصلة, كفاحه من أجل, تحقيق أهدافه, مما يتولد, عن ذلك, رضاه بنفسه, واقتناعه بها, لأنه رسم أهدافا, وتغلب على العقبات, التي في طريقه, مما يشعره بالسعادة, وسوف نذكر, في آخر المقال, ثلاث خطوات, تجلب لك السعادة.
وعدم الرضا, عن الذات, من المؤكد, بأنه سبب رئيسي, في فشلك, لأنه كيف تكون, غير راض, عن نفسك, وتنجح في إنجاز هدف, مهما كان بسيطا.
فالسعادة, لا تعني, أنك لن تبكي أو تحزن, السعادة, إنك تملك الرضا, على كل أقدارك, و تعيشها حامدا, شاكرا مبتسما.
ولقد حاولنا إختصار شروط السعادة في ثلاث خطوات بسيطة أرتأينا بأن تطبيقها سيجلب لك الفرحة والطمأنينة التي تبحث عنها.
الخطوات الثلاثة للسعادة
1-حب الله وشكره يجلب السعادة:
إن حب الله, هو أساس كل سعادة, ونجاح لأنه بحب الله نحيا, ونعيش مطمئنين, متزنين تملؤنا الطاقة الإيجابية.
ولكن لابد. أن تعرف, أن حب الله, لا بد أن يتجلى, في حياتك, من عبادات خالصة, لوجهه وتبتعد عن الرياء, وتعيش بنية صافية, وتبقى على سجيتك والفطرة, التي خلقك الله عليها.
لأنك إن سكن حب الله, قلبك بصورة حقيقية, ستملؤه السعادة والطمأنينة, ويصفو من الحقد, والحسد والتفكير السلبي, لأنك عرفت الله, وانطلقت, من القاعدة القرآنية : “ومن يتوكل, على الله, فهو حسبه”, صدق الله العظيم.
سأ ضرب, لك مثلا, لكي تستوعب الفكرة, وتستمتع في فهمها, لأننا هنا, كي نشرح لك, و نأخذ بيدك, إلى القمة, لا لكي نستعرض, عليك ثقافتنا, أو بلاغتنا.
ولله المثل الأعلى.
تصور معي, بأنك تستند ظهرك على ملياردير, و فتح أمامك مخازنه, الممتلئة بالفضة والذهب, و قال لك, لو احتجت, أي شيء, اذهب إلى المخازن, وخذ ما تريد.
هل ستكون سعيدا, في حياتك, نعم ستكون سعيدا, لأن الإنسان يحب الأمان.
فكيف تسعد بالاتكال, على مخلوق لا يملك, لنفسه نفعا أو ضرا,
ولا تسعد بالتوكل, على الواحد, الأحد الغني, الجبار الرؤوف, القوي المنان.
فيجب, أن تكون فرحتك مرتبطة, بحب الله, و أن يكون إيمانك به, قوي لا تزحزحه, ريح مهما عتيت.
لأنك, إن سلمت نفسك لله, وعرفت بأنه, هو المدبر, و أنك, لا تملك من الأمر شيئا, فستعيش بسعادة تامة.
لأنه, إن رجعت, إلى الوراء قليلا, وراجعت سير الأولين, هل كانوا يعانون, من الأمراض النفسية, مثلما يعاني شبابنا اليوم.
أكيد الجواب لا, و ألف لا, كذلك أتدري لماذا؟.
لأنهم كانوا, يؤمنون بالله, حق إيمانه, ويتكلون على الله, حق توكله.
و لذلك حب الله, هو المصدر الأول للسعادة.
2-الإستمتاع بإنجاز الأهداف, يجلب السعادة:
إن الاستمتاع, باللحظات الجميلة, فن لا يتقنه, إلا الناجحين في الحياة, لأنهم عرفوا, بقيمة اللحظة, وصاروا يميزون, بين اللحظة والدقيقة والساعة.
لأن معرفة الفرق, تمكنك, من إدراك قيمة اللحظة, و بأنها إذا ذهبت, فلن تعود, مما يوجب عليك, مكافئة نفسك, عند تحقيق أي هدف, في حياتك, مهما كان بسيطا, فذلك سيجلب لك السعادة.
والاستمتاع بإنجاز الأهداف, يولد عندك, سعادة حقيقية, لا توصف مما يشجعك, على رسم, أهداف جديدة, وتحقيقها رغبة, في المكافئة.
3-الاقتناع بالذات يجلب السعادة:
لابد أن تكون, راضيا عن نفسك , متصالحا مع ذاتك, مقتنعا بشخصيتك, ولن نفصل, في هذا, لأنه مجال آخر, يجب أن تبحث, فيه لكي تتعلم.
والاقتناع بالذات, يولد الرضا, عن الذات, الذي يجلب لك, الفرحة والسلام الداخلي.
مصدر الصور : pexels