
الإصرار و العزيمة هما وجهان لعملة واحدة وهي النجاح.
لأن كل واحد منا, يسعى إلى النجاح, في هذه الحياة, وهذا السعي, يتخلله بعض العراقيل, والعقبات التي تستلزم, منا إرادة قوية, وعزيمة من حديد.
وهذا هو الذي, يجعل البعض لا يصلون, في النهاية إلى مبتغاهم, لأنهم لم يستطيعوا, الصبر على التحديات.
لأن في هذه الحياة, لا بد من وجود تحديات, تحول بينك, و بين هدفك, لأن تجاوز هذه العقبات, يكسبك خبرة مستقبلية, في الحياة تمكنك, من تجاوز الصعاب, مرة أخرى, إن صادفتك, لأن التحديات أتت لتعلمك, لا لتحطمك.
وهنا في هذه المقالة, سنحاول الاحاطة, بالموضوع من جميع, جوانبه إن شاء الله, وسنقدم نقاطا أساسية, إن حافظت عليها, وطبقتها, ستزداد إصرارا وعزيمة, إن شاء الله.
نلاحظ بأن الجميع, يتحدث عن الاصرار و العزيمة, ولكن حينما, تنظر للواقع, تصاب بصدمة كبيرة, لأن نفس الناس, الذين كانوا يتحدثون, عن الإصرار و العزيمة, لا يحققون أهدافهم, إلا نسبة قليلة منهم, تتمكن من تحقيقها, وهذا راجع لعدم وضع أفكارهم, في الفعل, خوفا من الخروج, من منطقة الأمان, وقد أعطينا حلولا, لهذه المشكلة, في مقالات سابقة, فما عليك, سوى الرجوع إليها, و ستنطلق إن شاء الله, في تجسيد أفكارك, بكل حماس, على أرض الواقع, إن شاء الله.
وهذا راجع, ربما لعدم إدراكهم, بصورة واضحة, للمعنى الحقيقي, للإصرار و العزيمة.
لأنهم يفكرون, بطريقة متذبذبة و مترددة, في أهدافهم, ليس لديهم, قرار قاطع في تفكيرهم حول إلزامية تحقيق الأهداف.
فلابد, من إرادة تغيير نفسك, من إنسان ليس لديه أهداف, إلى شخص, لديه أهداف, و سيحققها, لأنه يمتلك, إصرار على النجاح.
فهل ترضى لنفسك, أن تمتلك النملة, هذا الكائن, الضعيف الصغير, عزيمة أقوى منك.
فأنظر إلى النملة, وأغلق الطريق أمامها, فستبحث عن طريق آخر, و ستتعب انت, وتستسلم, بينما هي, كل ما أغلق طريق في وجهها, بحثت عن طريق آخر ,لأن هذا هو الإصرار الحقيقي, الذي يؤدي, لا محالة بإذن الله, إلى تحقيق الأهداف.
إن لهذا الكون, نظاما خلقه الله, عليه, و هو الإيمان و القرار ,و العمل و الاجتهاد, و تيسير الله.
ولكن الغالبية العظمى, من الناس, أهدافها لا تتجاوز المخدة, التي تحت رؤوسهم, أو بالأحرى أحلامهم.
عليك أن تمتلك, الرغبة المشتعلة, و هي أقصى درجات الرغبات, و الدوافع القوية, التي تغذي هذه, الرغبة المشتعلة.
فعليك أن تؤمن, بأحلامك وأهدافك, إيمانا حقيقيا, وتقتنع بها, وتسري في دمك, قبل أن تقنع بها غيرك.
فلا بد, أن تعرف بأن أهدافك, يجب أن تحارب من أجلها, وتتمتع بالإصرار التام, على مواصلة المشوار, حتى تحقيقها, إن شاء الله.
فتأكد في قرارة نفسك, بأن الأحلام تتحقق, في النهاية, إذا, فلماذا تضعف و تتخلى, عن المثابرة والصبر, في سبيل تحقيقها.
إحرق جميع, مراكب العودة, بذلك تحافظ, على الحالة الذهنية, إسمها الرغبة الجامحة, في النجاح, اللازمة لإدراك أي نجاح.
أريد أن أسألك, سؤالا بسيطا؟
ماهو البديل لديك, عن الكفاح, في سبيل أهدافك, التي شرعها الله لك؟
الاستسلام و الركون, و الجلوس والشكوى, و البحث عن الأعذار, والشماعات, تعلق عليها, أخطاءك والمبررات الواهية, التي لا وجود لها, إلا في مخيلتك.
لا لا لا تفكر ,بهذه الطريقة, و تبحث عن الهروب, من المسؤولية, فتول زمام الأمور, وخذ المسؤولية, واعرف أخطاءك, وادرسها وصححها, فالوقوع في الخطأ, ليس عيبا, و لكن العيب, أن تظل واقعا فيه.
أترضى بهذا, فأنا شخصيا, لا أرضاه لك, و هذا هو الذي جعلني, أشعر بالحماس, لكي أحاول, أن أقنعك, بأن الأحلام تتحقق, و أريك الطريق, بدلا من أن أشرح, لك الإصرار والعزيمة, لغويا كما يفعل كل المواقع.
فهذا لن يفيد ك, في شيء ,و إنما على العكس, سيضيع وقتك, وانت وقتك ثمين, لأنك تسعى, و تبحث عن السبل, الذي يوصلك إلى هدفك.
الإصرار قوة جبارة:
فالإصرار يعطيك قوة, جبارة لمواصلة كفاحك, نحو أهدافك, لأنه لا يمكن, أن تصبر على الطريق بدونه, ولكن يجب عليك, قراءة الكتب والمطالعة.
لتتعرف على كيفية, إصرار الذين سبقوك, و تتعلم منهم, وتضع مقارنة, بينك وبينهم.
لتعرف أن تحقيق الأهداف, في الحياة, ليس بالسهولة, التي كنت تظن, بل يستلزم منك, إصرارا جبارا.
المواظبة على الطريق, نحو القمة, لوحدك, ليس بالأمر السهل, كما تعتقد, و إنما يتطلب, منك العزيمة, و الاقتناع بتحقيق أهدافك, وأن تثق في ربك, وفي قدراتك, وتعززها, و أن لا تخف, من التجربة.
فالتجربة, أساس النجاح
التقدم يستلزم الاصرار:
عليك أن تعرف, أن تحقيق الأهداف, يعتمد على خطوات منظمة, ويحتاج منك الانتقال, من خطوة إلى خطوة, إلى عزيمة.
وتأكد مليار في المائة, بأن الانتقال, بين الخطوات المؤدية, إلى تحقيق الهدف, ليس سهلا, ولكن يحتاج منك, إلى الثبات, على الطريق, والثقة, و أن تغمض عينيك, عن كل ما ليس, له علاقة ببرنامجك, من أجل, أن لا تنحرف, عن الطريق.
التصميم سر النجاح:
أريدك أن تعرف, سر من أسرار النجاح, قبل أن أبدأ, وهي, لا بد أن تكون, صادقا مع نفسك, ومقتنعا بما تفعله, وبما سوف تفعله.
لأن الإقتناع, يتولد عنه التصميم, على السير ,على الأشواك, و الاستهزاء بالعقبات, بتخطيها وتجاوزها.
العزيمة تصنع المستحيل:
أقسم لك بالله, بأنك تستطيع, تحقيق أحلامك, مادام غيرك حققها, فأنت كذلك, تستطيع تحقيقها, ولكن تنقصك العزيمة.
فعليك أولا, أن تعرف معنى, هذه الكلمة العظيمة, و تستوعبه حق استيعاب, لأنه عندما تفهمه, لن تكون لطموحك حدود.
ويجب أن تؤمن, و لا أقول تعرف, بأن التغيير, يأتي بقرار منك, و إرادة نابعة, من الرغبة ,في التغيير, و الدليل, قوله تعالى:
يقولالله تعالى : ” إن الله لا يغير ما بقوم, حتى يغيروا, ما بأنفسهم”. صدق الله العظيم.
الإصرار والعزيمة في أربع خطوات بسيطة:
1-القرار يساعد على الإصرار:
أولا ماذا نعني, بالقرار؟
القرار: أن تقطع جميع, الاحتمالات التي يمكن, أن ترجعك عن قرارك.
و القرار له أهمية كبيرة, في حياتنا, لأنه يمكن أن تقول, بأن الحياة عبارة, عن مجموعة قرارات.
لأن كل شيء تفعله, هو قرار, فالنجاح قرار, و عدمه قرار ,ولذلك فعلينا, أن نركز قراراتنا, على الاصرار على الوصول, لهدفنا المنشود, ويكون القرار قرارا قويا, لا رجعة فيه.
لأنه حينما, تركز على طريقة تفكيرك, فتصبح تفكر بالطريقة الايجابية, فإن ذلك يساعد, على الثبات, على السير, نحو تحقيق أهدافك.
ولا بد أن تعرف, بأن الحياة تتيح لك, قرارين فقط, وعليك أن تختار ,بينهما وهما:
إما أن تقرر, أن تصل إلى القمة, ولو قطعت أطرافا, أطرافا المهم بأنك قررت, بأن تصل, وستصل بإذن الله تعالى.
أو
تقرر بأنك تعبت, و أن أهدافك لا تستحق, العناء و الكفاح, والأفضل أن تستريح, و تنضم للأغلبية, أي لقائمة المستسلمين, لتحديات الحياة.
وهذا هو السبب, الذي جعل غالبية الناس, لا يعرفون كيف يحققون أهدافهم, لأنهم يريدون النجاح, ولكن بدون, قرار قاطع, لأن ذلك سيلزمهم, بالمسؤولية.
وهذا كله يرجع, لطريقة تفكيرنا, لأنها هي التي تحدد, هل نحن إيجابيين, أو سلبيين, ومصيرك يعتمد, على أي اتجاه, صار تفكيرك.
2-وضوح الأهداف تنمي الإصرار:
الغالبية العظمى, من الناس, لها أهداف, في الحياة, تريد أن تحققها, وتسعى بكل, ما أوتيت من قوة, في سبيل تحقيقها, ولكن في الأخير لا تحقق شيئا.
أتدرون لماذا؟
لأنه لم تكن, عندهم أهداف حقيقية, بل كانت عندهم, أمنيات فقط, وهذا توضيح مهم, لأننا في موقع المتفائل, هدفنا هو أن تفهم, لا أن تقرأ فقط.
وتأكد بأن قرار, نجاحك في يدك, وكذلك عدم نجاحك, ولكننا هنا نتكلم عن النجاح, لأنه هو الذي, يهمنا فقط.
ويجب عليك, أن تمتلك أهدافا واضحة, بالنسبة لك, ومقتنع بها, و تريد حقا, أن تحققها, ما دمت حيا.
وعندما نقول, أهدافا واضحة, وحقيقية نقصد بها, أن تكون مكتوبة, و مرتبة ومنظمة.
لأن 50 بالمائة, من تحقيق الأهداف, هو كتابتها أولا, و حينما تسري, هذه الأهداف, بدمك, وتحس بها, و تعيش بها, فإن دماغك, أوتوماتيكيا, سيدلك على الطريق, الصحيح لتحقيقها.
ويساهم تنظيم الاهداف, والإيمان بها, على تنمية صفة, الإصرار لديك.
3-الإيمان بالذات يقوي الإصرار:
عليك أن تؤمن بذاتك, إيمانا حقيقيا, و بقدراتك, لأن هذا الإيمان, سينعكس على اجتهادك, و كفاحك من أجل, تحقيق أهدافك.
لأن الإيمان بالذات, ينم عن الثقة بالنفس, و بالاتكال على الله, حق توكله, غير مباليا بشيء.
وسيزيدك إيمانك, عزيمة و ثباتا, على أهدافك, مما يضمن لك, مواصلة المشوار, حتى النهاية.
4- عدم التأثر بآراء الناس:
لابد أن تعرف, أمرا مهما ,وهو انتظار دعم الناس لك, يدل على عدم, ثقتك في نفسك, و بأنك إنسان ضعيف.
ولكن كالعادة, موقع المتفائل, يحارب الضعف, وقلة الثقة ,في النفس لأنه يريدك, أن تكون قويا, في حياتك, وتحارب, من أجل أهدافك.
و تأكدبأن, جميع العظماء, التي انت تعتبرهم ,قدوة شقوا طريقهم, وسط الصعاب, التي لا يمكن, أن تتخيلها, ولكن بإصرارهم ,و ثقتهم بأنفسهم, صاروا على ما هم عليه, و أصبحوا عظماء.
لأن الناس, لا تدعمك في الطريق, إلى القمة, بل تحاربك, ولكن تحتفل بك, عند وصولك إليها, وتعترف بك, بأنك بطل.
وهنا أريد, أن أقول لكم, شيئا مهما, يجب أن تعرفوه, وتؤمنوا به, وهو بأنكم, ستجدون أنفسكم وحدكم, و تعانون من الوحدة, تكابرون و تصبرون, وتواسون أنفسكم, ولكن تتمتعون بالألم, في سبيل, تحقيق أحلامكم, و تغذيكم الرغبة المشتعلة, والحماس في السير, نحو تحقيقها.
وستنتابك, جميع الأحاسيس السلبية, التي تحاول أن تدمرك, فما عليك, سوى الصبر, والاصرار على الطريق الصحيح, ودمر الافكار السلبية, في الحال وذلك, بتغيير اتجاه, تفكيرك, نحو الإيجابيات.
مصدر الصور : pexel